ولم يزر سوى عدد قليل من الأشخاص قاع خندق ماريانا، وهو منخفَض على شكل هلال في قشرة الأرض وأعمق من جبل إيفرست.
وزار المستكشفون الأوائل الخندق عام 1960 في رحلة تقصٍ قصيرة، لتتوقف المهمات حتى عام 2012 حينما قام مخرج هوليوود جيمس كاميرون بأول رحلة فردية إلى القاع.
ووصف كاميرون البيئة التي شاهدها حوله بأنها « مقفرة » و »غريبة ».
وأظهرت لقطات فيديو تم التقاطها ونقلها بواسطة كاميرا في أعماق البحار هذا الأسبوع الغواصة الصينية ذات اللونين الأخضر والأبيض وهي تتحرك عبر المياه الداكنة محاطة بسحب من الرواسب أثناء هبوطها ببطء في قاع البحر.
وسجلت « فيندوز »، التي قامت بالعديد من مهمات الغوص في الأيام الأخيرة، في وقت سابق هذا الشهر رقما قياسيا وطنيا يبلغ 10909 أمتار للغوص المأهول في أعماق البحار بعد هبوطها في أعمق نقطة معروفة من الخندق والمسماة « تشالنجر ديب » بما يقل عن 18 مترا فحسب عن الرقم القياسي الذي سجله مستكشف أميركي العام الماضي.
وتقوم الغواصة، المزودة بأذرع آلية لجمع عينات بيولوجية و »عيون » تستخدم الموجات الصوتية لتحديد الأجسام المحيطة، بمهمات غطس متكرر لاختبار قدراتها.
وذكرت « سي سي تي في » أن البعثة ستجري أيضا أبحاثا عن « مواد في أعماق البحار »، بينما تمضي الصين قدما في خطط التعدين في أعماق البحار.
ويبلغ ضغط المياه في قاع الخندق ثمانية أطنان لكل بوصة مربعة، أي ما يعادل حوالى ألف مرة الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر. وعلى الرغم من ذلك، وجد العلماء أن مياه الخندق المظلمة والمتجمدة مليئة بالحياة.
ومن المتوقع أن تضع « فيندوز » المعايير اللازمة للغواصات الصينية التي ستستكشف أعماق البحار في المستقبل.