المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش: تميز وابتكار في حفظ التراث المراكشي
1798 مشاهدة
تشهد المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش دينامية مستمرة تعزز مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة تهتم بتراث المدينة العريق. من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة المبتكرة، بحيث تسهم المدرسة بفاعلية في حفظ وتعزيز التراث المعماري لمراكش، مما يعكس التزامها العميق بتاريخ المدينة وثقافتها الثرية المعروفة وطنيا ودوليا.
تتبنى المدرسة مقاربة تشاركية تجعلها رائدا ومحركا أساسيا لمجموعة من الفعاليات الثقافية والتراثية، حيث تنظم المدرسة اورش عمل، معارض، وندوات تفاعلية يشارك فيها الطلبة والأساتذة إلى جانب خبراء التراث والمجتمع المحلي. هذه الفعاليات تخلق بيئة تعليمية متكاملة، تعزز من خبرات الطلبة وتعمق فهمهم لتراث مدينتهم، لضمان تعزيز التراث المعماري وبالتالي الثقافي في مراكش الذي أضحى أمرا ضروريا للحفاظ على روح هذه المدينة التاريخية وتغذية الإبداع المعاصر.
واحدة من أبرز سمات هذه الدينامية هي إشراك الطلبة ميدانيا في مشاريع ترميم وإعادة تأهيل المواقع التاريخية في مراكش، بحيث يعمل الطلبة تحت إشراف أساتذتهم وخبراء المجال على تنفيذ مشاريع حقيقية، مما يتيح لهم فرصة تطبيق معرفتهم النظرية بشكل عملي ومباشر. هذا النهج يعزز من مهاراتهم العملية ويؤهلهم بشكل أفضل لسوق العمل، بالإضافة إلى غرس روح المسؤولية لديهم تجاه موروثهم الثقافي.
كما تفتح المدرسة أبوابها للتجارب الدولية من خلال عقد شراكات مع مدارس وجامعات أجنبية. هذا الانفتاح على التعاون الدولي يساهم في تبادل الخبرات والمعارف، مما يثري تجربة الطلاب والأكاديميين على حد سواء، ويعزز من مكانة المدرسة على الصعيد العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش دورا محوريا في تنزيل التوجهات والبرامج الكبرى التي تسعى إليها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بقيادة السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري. من خلال التزامها بهذه السياسات، تساهم المدرسة في تطوير مشروعات تنموية تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز جودة الحياة في المدينة.
تظهر المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش رؤية طموحة ومبتكرة توازن بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي. هذا التوازن يجعلها نموذجا يحتذى به في مجال الهندسة المعمارية والحفاظ على التراث، ويعزز من دورها كمؤسسة تعليمية تساهم بشكل فعال في الحفاظ على الهوية الثقافية لمراكش وتنميتها.