الرباع: ظاهرة الترحال السياسي والصراع على المقعد او الكرسي .. هو صراع سياسوي لاقتسام الريع السياسي.
1811 مشاهدة
أكد أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة إبن زهر أكادير، جواد الرباع، أن إشكالية الترحال السياسي أو اللوبيات الانتخابية لا يمكن ان نفصلها عن إشكالية هيكلية وهي الهندسة الانتخابية، سواء النمط الانتخابي اوالتقطيع الانتخابي الذي لا يسمح بوجود أغلبية مطلقة للحزب الذي يتصدر الانتخابات، خصوصا مع القاسم الانتخابي، حيث يسمح للسلطة المركزية برسم الخريطة الانتخابية وتوجيه التحالفات الحزبية، كما يخدم الكائنات واللوبيات الانتخابية، ويؤدي إلى مزيد من التشرذم الحزبي والبلقنة السياسية.
الرباع يرى في تصريح لمراكش7 أن الصراع على المقعد البرلماني هو صراع سياسوي و هو صراع لاكتساب واقتسام الريع السياسي والكعكة السياسية ..فعوض التنافس على البرامج والمشاريع والرؤى المجتمعية التي تجيب عن قضايا واشكالات المواطن، نجد أن جل الأحزاب تعرف صراعا داخليا نحو الكرسي أو المقعد البرلماني الذي يشل المشهد السياسي المغربي، هو صورة حقيقية عن عبثية المشهد السياسي المغربي وطبيعة الفاعليين السياسين.
وبالتالي، الصراع من أجل كسب المقاعد والكراسي بتوظيف طرق غير مشروعة وتوظيف الولاء للقرابة والعائلة والقبيلة على حساب المواطن و تغيب قضاياه المصيرية والمجتمعية من صحة وتعليم وسكن وشغل..
وأردف رئيس فريق البحث حول السياسات والمعايير، أن مثل هذه التجاذبات والصراعات السياسوية تؤشر على الطابع الانتهازي والمصلحي للسياسي كما تؤدي بالمواطن الى مزيد من فقدان الثقة واتساع الهوة بين المواطن والمشاركة في العمل السياسي والحزبي والمشاركة في الشأن العام.
لينتهي إلى القول: أن هذه الصراعات السياسوية عموما، تكرس منطق الريع السياسي …الذي سيؤذي حتما الى ريع اقتصادي ….وهو ما يعني أن هناك معوقات بنيوية يعرفها مشهدنا السياسي تحول دون ممارسة سياسية سليمة.
ويذكر أن جهة مراكش اسفى تشهد في كل فترة انتخابية مركاتو سياسي، وتنقل بين الأحزاب للبحث عن التزكيات والمناصب السياسية المتقدمة، وعلمت مراكش7 من مصدر حزبي أن معظم القادة السياسين بالمدينة الحمراء، يرفضون الترشح على المستوى المحلى بدعوى كثرة المهام والإحتكاك المباشر بالمواطنين، وبالتالي تكون وجهتهم المفضلة هي البرلمان أو المجالس الجهوية البعيدة عن المواجهة اليومية مع المواطنين.