وكان من المفترض أصلا أن تكون البطة القابلة للنفخ بمثابة « قارب » للنشطاء الذين أرادوا الاقتراب من البرلمان التايلاندي خلال مناقشته إصلاحات محتملة للدستور، نظرا إلى أنه يقع على ضفة نهر.
لكن هذه المحاولة باءت بالفشل بفعل كثافة انتشار الشرطة، ولجوئها إلى استخدام خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع ضد الحشد.
وسرعان ما انتشرت على شبكة الإنترنت صور المحتجين وهم يحتمون بالمراكب الصفراء، وهي على شكل بط، ويستخدمونها دروعا.
ومنذ ذلك اليوم في منتصف نوفمبر، أصبحت البطة الصفراء رمزا للاحتجاجات التي تهز تايلاند منذ أشهر، وترفع مطالب إصلاحية.
وفي أيام قليلة، انتشرت بكثافة لدى الباعة الجائلين أغراض من كل الأنواع تستوحي البطة.
وقالت بائعة فقاعات الصابون، راتيكارن سايهور: « نريد أن نجعل التظاهرات (…) حافلةً بالأفكار الإبداعية التي تظهر ميلنا إلى الاحتجاج بسلام ومن دون عنف »، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُستخدم البط الأصفر رمزا للتحدي والاحتجاج، ففي عام 2013، عُرضت في ميناء هونغ كونغ منحوتة للفنان الهولندي فلورنتين هوفمان على شكل بطة قابلة للنفخ، يبلغ ارتفاعها 16 مترا، وسرعان ما أصبحت محورا للجدل.
فقد بادر أحد مستخدمي الإنترنت إلى إدخال تعديلات على صورة شهيرة لقمع المتظاهرين في تيانانمن في بكين عام 1989، من خلال استبدال الدبابات الصينية بالبط، مما دفع بكين إلى حظر كل عمليات البحث عبر الإنترنت باستخدام عبارة « بطة صفراء كبيرة ».
كذلك كانت دمى البط المطاطية العملاقة موضوع احتجاجات في البرازيل عام 2016، خلال حملة للإطاحة باليسارية ديلما روسيف التي كانت تتولى الرئاسة آنذاك.
وأصبح البط الأصفر أيضا رمزا للاحتجاج في روسيا عام 2017، عندما ظهر أن رئيس الوزراء آنذاك ديمتري ميدفيديف يمتلك العديد من العقارات الفاخرة، يضم أحدها بركة بني في وسطها منزل للبط.