« البحث الأثري بالجهة.. المستجدات والرهانات” محور لقاء علمي نظم بمراكش

1718 مشاهدة

« البحث الأثري بالجهة.. المستجدات والرهانات” محور لقاء علمي نظم بمراكش

شكل موضوع “البحث الأثري بجهة مراكش – آسفي.. المستجدات والرهانات” محور لقاء علمي نظمته، أول أمس الاثنين، المديرية الجهوية للثقافة بتنسيق مع كلية الآداب العلوم الانسانية بالمدينة الحمراء، في إطار الاحتفاء بشهر التراث (18 أبريل – 18 ماي 2022).

وحاول ثلة من الباحثين والمختصين خلال هذا اللقاء، المنظم بتعاون مع (مختبر المغرب والحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط .. التاريخ- التراث- الموارد) وشعبة التاريخ بكلية الآداب العلوم الانسانية بمراكش، مقاربة تيمات بحثية مرتبطة بمستجدات البحث الأثري بموقع بزمون بالصويرة، ومدينة أغمات الوسيطية، ونتائج عمليات حفظ وتثمين باب اكناو التاريخي بالمدينة لقديمة لمراكش.

وسلط عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بمراكش، السيد عبد الرحيم بنعلي، في كلمة بالمناسبة، الضوء على عراقة المنظومة التراثية للجهة، مبرزا أنها تتوفر على نسيج عمراني أصيل، من مدينة عتيقة ذات مميزات عمرانية ومعمارية قل نظيرها على مستوى المدن التاريخية في العالم، مما أهلها لتكون ذات قيمة كونية استثنائية مصنفة كتراث إنساني لدى منظمة (اليونسكو)، من قبيل مدن مراكش وآسفي والصويرة، وساحة جامع الفنا.

وثمن انخراط جامعة القاضي عياض، وفي مقدمتها هذه الكلية، في انجاح البرنامج الملكي الرامي إلى تثمين المدن العتيقة، و”هي برامج طموحة تعكس بشكل جلي إرادة ملكية راسخة من اجل تحسين ظروف عيش ساكنتها والمحافظة على تراثها العمراني المادي واللامادي، والنهوض بثروتها الثقافية الأصيلة، وذلك تماشيا مع تطلعات المغرب في تحقيق الأهداف 17 للتنمية المستدامة التي تبنتها الأمم المتحدة سنة 2015، والتي تتوخى الحد من الفقر والفوارق الاجتماعية والمجالية، واعتماد نموذج حضري شامل ومستدام”.

وأضاف السيد بنعلي أن هذا اللقاء يشكل أرضية نحو مزيد من الشراكة والتعاون بين الكلية ومختلف الجهات الساعية إلى حفظ وتثمين التراث الثقافي بالجهة، مما من شأنه أن يعزز قدرات الفاعلين في القطاع ويثري خبراتهم، من خلال تقاسم التجارب والخبرات، وتبادل مقترحات حلول للتحديات المستقبلية المشتركة.

من جهته، أوضح المدير الجهوي للثقافة بجهة مراكش – آسفي، السيد حسن هرنان، أن علم الآثار يلعب دورا محوريا في إعادة كتابة تاريخ المغرب، إلى جانب الوثائق التاريخية والعلوم المساعدة في مجال العلوم الانسانية، مذكرا بأن وزارة الثقافة أولت هذا المجال البحثي الكثير من الاهتمام، من خلال المشاركة والاشراف على مجموعة من الحفريات بمختلف جهات المغرب، من بينها أغمات وجزيرة موكادور، وهو ما مكن من إماطة اللثام عن جوانب مهمة من الإرث التاريخي الممتد للمملكة.

وأضاف أنه “على هذا النهج تولي المديرية الجهوية للثقافة مراكش، من خلال محافظتها الجهوية، أهمية خاصة للمباني التاريخية بالجهة، عبر إطلاق مجموعة من عمليات الترميم، كما هو الشأن بالباهية وقصر البديع وباب أكناو وغيرها من البنايات التاريخية المهمة، التي ساهمت في تثمين الموروث التاريخي وإيلائه مكانته الحقة، التي يستحقها كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية”.

من جانبه، أكد رئيس شعبة التاريخ ورئيس (مختبر المغرب والحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط .. التاريخ- التراث- الموارد)، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن الاحتفاء بالتراث لا يمكن فصله عن المسار العام الذي أخذه الاهتمام بالتراث، سواء على مستوى العادات أو على مستوى التأطير النظري الذي واكب هذه العادات، مشيرا الى أن أصول هذا المسار ترجع الى مرحلة ظهور “نوع من الوعي بالتراث”، حيث أصبح هذا الوعي لصيقا بأفكار الحركة الانسية بأوروبا خلال القرنين 18 و19 ميلادي.

وأضاف أن تطور هذه الأفكار واكبها تطور علمي حول معنى التراث ومفهومه، وظهرت أفكار ورؤى ساهمت فيها ملتقيات ومنظمات، وصيغت مواثيق دولية وظهرت تصنيفات في مفهوم التراث (مادي، لامادي، وضمنها التراث الأثري).

أما رئيسة اللجنة المنظمة، السيدة عائشة كنتوري، فأكدت أن “جل الشعوب تحرص على دراسة تاريخها وإبراز رموز مجدها، لتزرع بذلك حب الوطن وترسخ التعلق بالانتماء إليه”، مشددة على الأهمية التي يكتسيها التعريف بجوانب من تاريخ تراث المدن المغربية، بالنظر إلى كون العناية بهذا الموروث الثقافي والحضاري هو تنوير للأذهان وتحصين للحاضر والمستقبل، وصيانة للهوية واستلهام لما خلفه الأجداد.

وتميز هذا اللقاء العلمي بتقديم مجموعة من العروض، تناولت مواضيع “علم الآثار وإعادة قراءة تاريخ الانسان .. نموذج الاكتشافات الأركيولوجية بمغارة بزمون بالصويرة”، و”جديد الأبحاث الأثرية بموقع أغمات”، و”حفريات أثرية بمحيط باب أكناو الموحدي .. نتائج أولية “، و”باب أكناو الموحدي .. رهانات التدخل في المباني التاريخية والمواقع الأثرية بمدينة مراكش”.

يذكر أن المديرية الجهوية للثقافة بمراكش- آسفي تسعى من خلال تظاهرة “شهر التراث”، المنظمة تحت شعار “عودة النبض إلى التراث وتجديد الوصال”، إلى تثمين الموروث الثقافي المغربي، والتعريف بغنى وتنوع التراث بالجهة، بشقيه المادي واللامادي، وامتداداته الحضارية، وذلك من خلال برمجة غنية وتوليفة منسجمة من الأنشطة الثقافية، التي تهدف إلى تجويد آليات التثقيف، والترفيه وتهذيب الذوق العام.

اخر الأخبار :