استراتيجية المغرب المتكاملة لتأمين الموارد المائية عبر بناء السدود: رؤية شاملة لمواجهة التحديات المائية والتغيرات المناخية 2
1042 مشاهدة
سخرت المملكة المغربية منذ عقود جهودا مكثفة عبر وسائل واستراتيجيات متعددة بغية التصدي لمشكل نقص المياه، ولعل أبرز هذه الجهود هي السدود المائية، حيث نجحت سياسة السدود المائية في المغرب التي تم اعتمادها برؤية استراتيجية من جلال الملك الراحل الحسن الثاني واسمرار هذا المسار الناجح تحت قيادة الملك محمد السادس.
وتهدف سياسة بناء السدود في المغرب اٍلى تحسين استدامة الموارد المائية وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية وتعزيز تأمين المياه وتوفير الامدادات المائية اللازمة للزراعة والشرب وتوليد الطاقة الكهربائية، حيث يواصل المغرب تنفيذ خططه الرامية الى بناء السدود التي تمثل جزء أساسيا من البنية التحتية لأي دولة.
ويجري بناء 15 سدا ضخما في المملكة المغربية بمختلف الجهات والأقاليم، والتي ستشكل مصدرا أساسيا في تخزين الموارد المائية، بالإضافة الى السدود التي تتوفر عليها البلاد.
وفي هذا التقرير نطشف عن أهم السدود الـ15 التي تتواصل الأشغال فيها، وتعد من بين المشاريع الكبرى في تخزين الموارد المائية، وتعرض عليكم في هذا المقال الثاني السد التالي :
سد بني عزيمان:
تتواصل الأشغال على قدم وساق بوتيرة أسرع لتشييد سد « بني عزيمان » بإقليم الدريوش جنوب غرب مدينة الناظور، والذي يُعتبر من السدود الكبرى التي تُنجزها المملكة لمواجهة الجفاف وتجاوز حالتَيْ الإجهاد المائي والتغيرات المناخية.
وبلغت نسبة تقدم الأشغال في هذه المنشأة المائية الكبرى نسبة 43%، حيث رُصدت لها كلفة مالية تصل إلى مليار و100 مليون درهم، وقد انطلقت الأشغال شهر ماي سنة 2021، ومن المقرر أن تنتهي الأشغال بعد تسريع وتيرتها في ماي 2026.
وسَيُمَكّن هذا السد الكبير من تخزين سعة مائية تصل إلى 44 مليون متر مكعب، حيث سيقوم بتزويد الساكنة المتواجدة بسافلة السد بالماء الصالح للشرب وسقي أراضيها الزراعية، وحماية ساكنة الدريوش وميضار من الفيضانات، إضافة إلى خلق تنمية سوسيو-اقتصادية مهمة في المنطقة. كما يعتبر سد « بني عزيمان » بإقليم الدريوش، فريدا من نوعه، كونه يجمع بين الخرسانة والأتربة المدكوكتين، فيما تتمثل خصائصه التقنية في كَوْن علوه يصل إلى 69.5 مترا، بينما طوله في القمة يصل إلى 683.5 مترا، فيما عرضه يصل إلى 7 أمتار.