احتلال الملك العام يستبد بمراكش ويهدد الأمن ويمنع تدخلات الطوارئ عند الضرورة
1730 مشاهدة
استبدت الفوضى في التعمير والمجال الحضري بمراكش حتى إن المدينة توزعت باحتلال الملك العام إقطاعيات ليس وفقط بين ذوي النفوذ ولكن، كل وما طالت يداه.
وفي الشوارع كما الأحياء والأزقة تحولت النواصي إلى ملك خاص، اتخذ منه كل فرد مساحة لممارسة نشاط تجاري أو حرفي في إطار محميات محاطة بكل ضمانات التصرف التي تؤمنها السلطة المحلية والعمومية.
وأمام حياد السلطة أو صمتها وإما بسبب التواطؤ، استغل بعض السكان الملك المشترك للتجمعات السكنية وأقاموا الشبابيك في عمليات ضم غير قانوني للملك العام إلى أملاكهم الخاصة وسدوا كل منافذ الطوارئ ونصبوا الحواجز والمتاريس سواء بالبناء أو بالحديد وتمادى غيرهم في ذلك حتى أصبحت ظاهرة عامة لشدة التنافس على الاحتلال.
ويمثل لهذه الظاهرة واقعا عيانا الشوارع الكبرى الرئيسية في مدينة مراكش مثل شارع الأمير مولاي عبد الله وشارع علال الفاسي وشارعي العيون والداخلة والمسارات السياحية كطريق سويقة باب دكالة ودرب ضباشي وطريق سيدي عبد العزيز وباب تغزوت والأحياء العتيقة في الأسواق والتجزئات المحدثة في سيدي عباد زنقة شفشاون والسعادة والازدهار والمسيرة…
وإذ يتعبأ المجلس الجماعي بإصلاحات همت أشغال التوسعة والترصيف والتصفيف وتجديد الإنارة استعدادا لاستضافة المدينة الحمراء للمؤتمر الدولي لرجال السياسات النقدية في العالم ورجال المال والأعمال وخبراء البنك الدولي الخريف المقبل، فإنه دون مواكبة السلطات العمومية لهذه الإصلاحات بتدخلات ناجعة لتحرير الملك العام وفرض سلطة القانون لن تعدو كل الأشغال إلا هدرا لمالية الجماعة في تهيئة الأرضية المناسبة لمزيد من المحتلين وإشاعة الفوضى التي من شأنها ترييف حاضرة عمرها ألف سنة.
وإذا لم يكن بد من استمرار هذا الواقع المخزي الذي يشوه وجه مدينة تستقطب ملايين السياح وتعتبر بتاريخها وجمال طبيعتها وبروحها وسحر لونها وجهة جذب عالمي للسياحة الداخلية والعالمية ما تفتأ أسهمها ترتفع، قد وجب تأمين الولوجيات لسلطات التدخل السريع وقوات الدفاع المدني ورجال المطافئ في الحالات القصوى للقوة القاهرة وعند الضرورة في حالات الطوارئ.
فعسى تبادر السلطات المحلية ضمن أجواء الاستعدادات لاستضافة الحدث العالمي الكبير وغير المسبوق في دولة خارج الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية، بنزع الندوب من على وجه مراكش الجميل بقيادة حملة بلا هوادة ولا محسوبية فيها لتحرير الملك العام ورد الوضعيات على ما هي عليه في التصاميم المعمارية المصادق عليها وتسريح الشوارع والأزقة ورفع الحواجز والمتاريس من على الطوارات وفي المداخل وعلى الولوجيات.