اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى يقاطع الدعم، ويعتبره تهديدا لاستدامة الصحافة المستقلة ويكرس الهيمنة الإعلامية للمقاولات الكبرى
1038 مشاهدة
اجتمع المكتب التنفيذي لاتحاد المقاولات الصغرى اليوم الاربعاء 27 نونبر 2024 بالرباط، للتداول في مستجدات الدعم الموجه لقطاع الصحافة والنشر والتوزيع، وبعد اطلاع اعضاء اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى على القرار المشترك الصادر عن وزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24، والذي جاء بمقتضاه تحديد أسقف دعم الصحافة والنشر والتوزيع، ودراسة ما يتضمنه من شروط مجحفة وغير منصفة للمقاولات الصحفية الصغرى، مقابل هيمنة مطلقة للمقاولات الصحفية الكبرى.
أعلن الاتحاد، رفضه التام والمطلق للشروط التي جاء بها القرار المشترك، وخاصة تلك التي تفرض شروطًا تعجيزية غير متضمنة للمرسوم المؤرخ في 22 دجنبر 2023، وتتعلق بضرورة إضافة شرط“الحد الأدنى لمجموع كلفة الإنتاج وكلفة الأجور لاتقل عن 900 ألف درهم، وأن لايقل الحد الادنى لرقم المعاملات عن 2 مليون درهم” في المقاولة الصحفية الصغرى، وهو ما يجعل هذه الشروط غير قابلة للتطبيق بتاتا بالنسبة لجل المقاولات الصحفية الصغرى التي تعاني من شح الموارد والظروف المالية الصعبة.
واعتبر الاتحاد الشروط الواردة في القرار المشترك، التي تتعارض بشكل صارخ مع التي كان منصوصا عليها في المرسوم الخاص بدعم المقاولات الصحفية الصغرى السابق ذكره، مما يؤكد نية واضحة لإقصاء بل وإعدام المقاولات الصحفية الصغرى، لفسح المجال لصالح المقاولات الكبرى التي تستفيد من علاقاتها المصلحية والانتهازية.
وجاء ايضا في بلاغ الاتحاد، إن التوجه الذي سارت عليه الحكومة في اعداد المرسوم والقرار المشترك يعكس محاولات الاستحواذ على حصة الدعم العمومي لصالح مقاولات إعلامية كبرى، لها علاقة بمصالح ذاتية مع الحكومة، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لتنوع المشهد الإعلامي في بلادنا، ويشرعن لتسريح الاف الصحافيات والصحافيين والدفع بهم نحو المجهول.
وأشار الاتحاد، ان القرار المشترك للدعم أضاف بدون وجه حق شركات التوزيع، والطباعة التي تمتلكها بشكل حصري المقاولات الكبرى، لتصبح أذرع إضافية تستفيد هي الاخرى، من الدعم العمومي الموجه الى الصحافة الوطنية، بسقف اجمالي محدد في 6 ملايين درهم لكل واحدة منها، بالاضافة الى سقف الأجور وتكلفة الانتاج المحددة في 15 مليون درهم، مما يجعل المقاولة الكبرى تستفيد من دعم سنوي خرافي ومبالغ فيه بشكل صارخ يتجاوز 27 مليون درهم لكل مقاولة، رغم أن شركات التوزيع تعتمد التجارة وتقوم بعمليات تجارية لتوزيع المواد الغذائية، والمنقولات التي لاعلاقة لها بنقل وتوزيع الصحف.
وأوضح الاتحاد، أن هذه الشروط لا تخدم سوى المقاولات الكبرى المهيمنة على القطاع، وتساهم في إقصاء الصحافة الصغرى ، مما يعزز تركيز وسائل الإعلام في يد قلة من الشركات الكبيرة ذات النفوذ، وخاصة التابعة للحكومة.
وقرر الاتحاد مقاطعة هذا الدعم، وعدم الانخراط فيه بالبت والمطلق، وترك ميزانية 26 مليار سنتيم المخصصة لدعم القطاع، تقتسم بين كبار المقاولات التابعة للحكومة.
وأعلن الاتحاد تشبثه بضرورة فتح سوق الاعلانات القضائية والادارية والاشهار العمومي للمقاولات الصحفية الصغرى للاستفادة مثلها مثل المقاولة الكبرى التي تحصد كل الاعانات والاشهار العمومي والصفقات بالاضافة الى الدعم الموجه للصحافة.
وسيظل الاتحاد ثابتا في موقفه القوي في الدفاع عن حقوق المقاولات الصحفية الصغرى وسيسعى لأجل إلغاء القرار المشؤوم الذي يهدد استدامة الصحافة المستقلة ويكرس الهيمنة الإعلامية لصالح المقاولات الكبرى واذرعها الجديدة من مطابع وشركات التوزيع، مع التأكيد على التمسك بحقوق المقاولات الصحفية الصغرى في الاستفادة من الدعم العمومي، وفق معايير عادلة وشفافة، تضمن تكافؤ الفرص بين جميع الفاعلين في القطاع، وتحترم خصوصيات وحاجيات المقاولات الصغرى. باعتبار استمرار هذا التوجه التمييزي يشكل تهديدا لحرية الصحافة وحق المواطنين في إعلام مستقل وموضوعي.
وطالب الاتحاد الجهات المعنية بالتراجع عن الشروط التعجيزية الواردة في القرار المشترك بشكل عاجل، وتعديلها بما يتناسب مع واقع المقاولات الصحفية الصغرى، ويضمن دعمها الفعلي في ظل التحديات التي تواجهها.
كما سيحتفظ اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى على مستوى المكتب التنفيذي الذي انيطت إليه مهمة متابعة هذا الملف، بحقه في سلك جميع السبل الإدارية والقانونية المتاحة لمواجهة القرار المشؤوم، وفقا لما يتيحه لنا قانون الحريات العامة، وقانون الصحافة والنشر والقانون الاداري. كما نلتزم باستخدام جميع الاليات القانونية المتاحة لضمان حماية مصالح المقاولات الصحفية الصغرى ومواصلة تقديم الخدمة الإعلامية المستقلة
ويتمسك الاتحاد كذلك بحقه في مواصلة الأشكال النضالية القانونية وفقا لما يتيحه له القانون والنظام العام، ويدعو جميع الفاعلين، لوضع يد في يد من أجل مواجهة هذا القرار الذي يشكل تهديدا خطيرا للمقاولات الصحفية الصغرى ويكرس هيمنة الشركات الكبرى على القطاع الإعلامي لمكافحة المد الاستئصالي داخل قطاع الصحافة والنشر.
وفي الختام، أكد الاتحاد التزامه الكامل بالدفاع عن حقوق المقاولات الصحفية الصغرى والعمل على تحسين الظروف التي تتيح لها الاستمرار في أداء دورها الحيوي في المجتمع. كما نهيب بجميع الأطراف المعنية بالقطاع الإعلامي إلى التحلي بالحكمة والنزاهة في معالجة هذه القضية الحساسة التي تمس استدامة الصحافة الوطنية.