أولمبيك مراكش نقطة الضوء في كرة القدم المراكشية
1823 مشاهدة
فريق يصارع على الصعود في غياب دعم مسؤولي المدينة
يعتبر فريق أولمبيك مراكش لكرة القدم، من الفرق حديثة التأسيس بالمدينة الحمراء، حيث أسس سنة 2001 على يد مالك أحد الفنادق الفخمة بمدينة مراكش، قبل أن يرفع يده عنه، ويقرر الرئيس الحالي أحمد اينوس الإمساك بزمام الأمور، حيث حقق معه نتائج جد إيجابية من بينها الصعود إلى القسم الوطني الثاني، لكن انعدام الدعم من مسؤولي المدينة ألقى بالفريق إلى القسم الوطني الأول هواة، والذي تحاول مكونات النادي مغادرته هذا الموسم وتحقيق الصعود للقسم الموالي.
في هذا التقرير سنتطرق للممثل الثاني للمدينة الحمراء، والذي يبصم هذا الموسم على مستوى جيد خول له المنافسة بقوة على ورقة الصعود للقسم الوطني هواة.
بداية متعثرة واستفاقة مبكرة على يد الطلباوي
عرف الموسم الكروي الجديد لفريق أولمبيك مراكش، بداية متعثرة بالرغم من الاستعدادات الجيدة للفريق، الذي أقام معسكرين إعدادين الأول بمراكش، والثاني بمدينة تطوان، تخللته العديد من المباريات الودية، إضافة إلى الانتدابات المعقلنة، لكن هذا لم يشفع لأبناء المدرب السابق مصطفى قندار تحقيق النتائج الإيجابية.
وقد قص الأولمبيك شريط مباريات الموسم بالهزيمة أمام ، لتتوالى النتائج السلبية وهو ما دفع إدارة الفريق للتخلي عن مصطفى قندار، واستبداله بالإطار هشام الطلباوي، لتشكل تلك نقطة تحول، حيث عاد الفريق إلى سكة الانتصارات بفوز خارج الميدان، أعقبته انتصارات متتالية ونتائج إيجابية تصلق بها المراتب ليصبح بين الثلاثة الأوائل.
حصيلة إيجابية بعد انقضاء 20 جولة
حقق رفقاء « أمين الترافح » خلال 20 جولة التي خاضوها هذا الموسم نتائج إيجابية، حيث يتوفرون على 38 نقطة، حصدوها من 11انتصارا، وخمس تعادلات، وأربع هزائم.
وقد سجل هجوم الفريق المراكشي 28 هدفا، فيما استقبلت شباكهم 11 هدفا، حيث يعتبر من بين الفرق الأكثر تسجيلا للأهداف في بطولة القسم الثاني هواة، والأقل استقبالا للأهداف.
ويحتل أبناء المدرب الطلباوي الرتبة الثانية في سبورة الترتيب برصيد 38 نقطة.
فريق يحتاج ل200 مليون سنتيم في الموسم والمداخيل تقتصر على 130 مليون سنتيم
أكد مسؤول بفريق أولمبيك مراكش لكرة القدم، أن الفريق يحتاج لحوالي 200مليون سنتيم لتسيير الفريق ماليا خلال الموسم، حيث يتلقى الفريق فقط 130 مليون سنتيم كدعم مالي من بعض الجهات الرسمية، منها 40 مليون سنتيم من المجلس الجماعي لمراكش، و90 مليون سنتيم من العصبة الوطنية للهواة التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وأشار ذات المسؤول أن الفريق يضطر لإتمام المبلغ الذي يحتاجونه بمساهمات من المنخرطين، وأعضاء المكتب المسير، وذلك في انعدام تام للمستشهرين، إذ أشار انهم طرقوا أبواب مجموعة من المستثمرينوالشركات، دون أن يجدوا آذانا صاغية لهم.
أحمد إينوس : « الطلباوي لعب دورا مهمها في إعادة الفريق لسكته الصحيحة..ووجب أن نرفع الغبن عن الرياضة بمراكش »
كيف أعددتم لهذا الموسم الكروي ؟
تم الاستعداد للموسم الرياضي مبكرا، وبالضبط يوم 29 يوليوز، تحتإشراف مصطفى قندار، قبل انطلاقة فترة الإعداد هذه، سبقتها فترة انتداباللاعبين واختيار الأجود منهم، تحت إكراه الغلاف المالي، الذي خصصهالمكتب المسير للتعاقدات، والتى تعتبر أكتر عقلانية، ودبرت بذكاء.
و بعد شهر من هذه الاستعدادات البدنية والتقنية والتكتيكة، والتي تخللتهامباريات حبية، رحل الفريق إلي مدينة تطوان، حيت أقام هناك معسكرا اعداديا لمدة 11عشر يوما، بدعوة من طرف نعيم راضي رئيس فريق الكوكب المراكشي، مشكورا، كانت فترة الإعداد مقنعة ومطمئنة قبل انطلاق الدوري.
هل كان هدفكم الصعود قبل انطلاق الموسم ؟
بالطبع كان الهدف هو ورقة الصعود، ولا يزال، وسنشد عليه بقوة ان شاء الله، كما يجب أن تعلم، أن جل فرق الهواة تبدئ موسمها من أجل الصعوددائما.
كيف استطعتم إخراج الفريق من أزمة النتائج في بداية الموسم ؟
في الحقيقة لست أنا من استطاع إخراج الفريق من النتائج السلبية فيبداية الموسم، بعد انهزام الفريق في الدورة السادسة بالميدان، وبعد الإحباطالذي انتاب جميع مكونات الفريق، خصوصا وأنها توفر ظروفا جيدة، تقررإعفاء المدرب مصطفى قندار، وتم تعويضه بالأخ هشام الطلباوى، خصوصا أنه الوحيد الذي عاش معي مباشرة حالتي النفسية المتدمرة،والمقلقة يوم الانهزام بالميدان، وعندما قلت هل هذه صدفة أم ميعاد، فكرتكثيرا وهاتفت الطلباوي، وعرضت عليه تدريب الفريق، وقال لي بالحرف،سأذهب لتأدية الواجب وليس العمل، وكانت أمامنا مباراة صعبة خارجالميدان، انتصر فيها الفريق في الأنفاس الأخيرة، محققا فوز الأمل، وعبرهذه الكلمات أقول لكم أن من استطاع الخروج بالفريق هم اللاعبين والطاقمالتقني، تحت إشراف الطلباوي، و هشام وما أدراك ما هشام، محظوظأولمبيك مراكش، وهو يضع رهانه على هؤلاء الأوفياء، دون أن ننسي العملالذي قام به مصطفي قندار، وفريق عمله المكون من القوس ومشوق والسعيد.
هل هناك دعم من مسؤولي المدينة ؟
الدعم من مسؤولي المدينة يقتصر عن منحة المجلس الجماعى 400.000 درهم، في غياب أي دعم من مجلس الجهة، على عكس جميع جهات المغرب،التي تدعم الرياضة إلا جهة مراكش اسفي، و المجلس الإقليمي، هو الأخر لايمنح الرياضة أي اهتمام، لكن لا يمكن أن ننسى الدعم اللوجستيكي المقدمإلينا من طرف مجلس مقاطعة المنارة (لوازم رياضية)، وبدون أن نرمى الورودعلى أحد هناك دعم معنوي، يتمثل في تخصيص حصص تدريب للفريقبملعب المحاميد، مع الترخيص له بإجراء مبارياته الرسمية بدات الملعب.
هناك دعم آخر من سلطات المدينة الإدارية والأمنية بالإشراف، على تنظيممباريات الفريق .
أما أبواب الفاعلين الاقتصاديين من أصحاب المصانع والشركاتوالمؤسسات العمومية، أو شبه العمومية، والفنادق، والمطاعم،والمنتزهات، والمقاهي ودور الضيافة، والمنعشين العقاريين والمستثمرين والمستفيدين من الريع الاقتصادي والتراخيص الاستثنائية، كلهم تخلوا عنواجبهم اتجاه الثقافة والشباب والرياضة، ليس لهم أي تدخل يحمل معنىالمواطنة، ومن هذا المنبر اطلب من جمعيات المجتمع المدني، انه حان الوقتللإعلان عن صندوق محلي لدعم الرياضة، تشارك وتساهم فيه كل هذهالفعاليات .
.
هل الفريق قادر على الصعود ؟
بالطبع الفريق قادر على انتزاع ورقة الصعود الوحيدة بهذا القسم، وذلكبتلاحم مكوناته وانخراطهم في عمل رياضي وبأخلاق .
كلمة أخيرة
في هذا اللقاء، لا يمكن أن نرفع الغبن الرياضى عن مدينة مراكش، دونعدالة رياضية من معايير تحدد المنح لدى المجلس الجماعي، ومن انخراط كلفعاليات المدينة بمقاربة تشاركية ومواكبة تنزيل الأهداف (الجانب الماديمطروح بقوة)، لا يمكن كذلك تحقيق نتائج دون الاهتمام بالتكوين ،ولا يمكنأن نزاوج بين المبادئ عند الكلام والمصالح عند العمل، دون حضور الحسالإيماني والروح والثقة.
هشام الطلباوي : « نشتغل في ظروف إحترافية..وسنحاول إنقاذ ماء وجه كرة القدم المراكشية التي تحتظر »
يعتبر الإطار الوطني المراكشي هشام الطلباوي، من بين الأطر التي تشق طريقها بنجاح للوصول إلى أعلى المراتب، حيث قاد مجموعة من الفرق في أقسام الهواة، وتمكن من تحقيق نتائج إيجابية، رغم الظروف الصعبة التي يعمل فيها.
وبعد انقضاء ست جولات من بطولة القسم الوطني الأول هواة شطر الجنوب، والتي كانت فيها نتائج أولمبيك مراكش غير مرضية، لجئت إدارة الفريق إلى هشام الطلباوي، الذي لعب دور المنقذ، إذ امسك بزمام الأمور، واستطاع في ظرف وجيز إعادة رفقاء الترافح لسكتهم الصحيحة.
في هذا الحوار القصير سيبوح هشام الطلباوي لقراء جريدة مراكش الإخبارية بالعديد من الأمور المتعلقة بالجانب التقني للفريق..
كيف وجدت الفريق على المستوى التقني بعد قدومك، مع العلم أننتائج الفريق لم تكن مستقرة ؟
بداية العمل كانت بعد الدورة السادسة من البطولة، كان الفريق يحتل الصف12 بست نقط من فوز و وهزيمتين، وثلاث تعادلات، وقام الفريق باستعداداتمبكرة تخللها معسكر بتطوان، وهنا لابد من تقديم الشكر للأخ مصطفىقندار وطاقمه على العمل الكبير والخدمات التي قدموها للمجموعة، رغمالنتائج التي لم تسعفه نظرا لعدة اعتبارات، منها تغيير التركيبة البشريةللفريق بنسبة 70%، مما يستوجب معه المزيد من الصبر.
كيف استطعت إخراج الفريق من قوقعة النتائج السلبية ؟
بالنسبة للجانب التقني قمنا بمعية الطاقم التقني المكون من خالد القوسوكذلك السويسي خليل على إحداث بعض التغييرات داخل التشكيلةالأساسية، لخلق التوازن مع الاعتماد على مشروع لعب جديد يتوافق مع نوعية اللاعبين، الذين يتوفر عليهم نادي اولمبيك مراكش، حيث يمكن لهمانطلاقا من إمكانياتهم الفردية النجاح في هذا المشروع الكروي، زيادة علىالعمل الكبير في الجانب النفسي لما للحواس الادراكية » les moyens cognitives « ، التأثير الكبير في تحقيق الفعالية وخلق الفارق داخل رقعةالميدان.
ماذا عن علاقتك بإدارة الفريق ؟
بالنسبة للأجواء داخل النادي فهي جد مثالية، نظرا للتسيير الاحترافي المتبعوتوفير جميع الإمكانيات اللوجستيكية والمادية، مما يمكن معه العمل بكلأريحية.
ماذا عن أهدافك هذا الموسم مع الفريق ؟
بالنسبة للهدف المسطر مع مكونات المكتب المسير، كان هو التفكير في كلمباراة على حدة وبفضل الله والعمل التشاركي وروح المسؤولية والانضباطالتام، استطاعت المجموعة تحقيق نتائج إيجابية، خولت لنا احتلال المركزالثاني، والمنافسة على حجز بطاقة الصعود، وحفظ ماء الوجه كرة القدمالمراكشية، التي تحتظر دون حسيب أو رقيب.
أحمد تميم : » جمعية أولمبيك مراكش تعتبر حاليا نموذجا يقتدىبه على مستوى التسيير الرياضي »
قال أحمد تميم أحد الفاعلين الرياضيين بالمدينة الحمراء في قراءته لمسيرة فريق أولمبيك مراكش لكرة القدم، « قبل ان نتحدث عن مسيرة الفريق خلالالموسم الرياضي الحالي 2019/2020 في القسم الأول هواة شطر الجنوب،لا بد من العودة للأمور التسييرية والتدبيرية للنادي، والتي تعتبر الحجرالأساسّ، وأحد الأركان المهمة في كيان و تواجد النادي في الخريطة الكرويةالوطنية ».
وأضاف المتحدث « جمعية أولمبيك مراكش، تعتبر حاليا نموذجا يقتدى به علىمستوى التسيير الرياضي، على المستوى الوطني(عصبة الهواة) عامة، والمراكشي خاصة، بفضل توليفة من المسيرين بخبرة بعضهم، واجتهاد وطموح البعض الأخر، يتقدمهم الرئيس احمد اينوس، العارف بخبايا الأمور، والذي له دراية عميقة بالمنظومة الكروية الوطنية، وهذا تلمسه كلما جالستهوناقشت معه كافة المحاور المتعلقة بالكرة، فالرجل يتنفس الرياضة و لديهمشروع كروي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كرتنا الوطنية في كافةأقسامها، وفي مختلف مستوياتها ».
وفي ذات السياق قال تميم « أظن بأن الأولمبيك هو الفريق الوحيد، الذي لمنسمع يوما، أن أحد لاعبيه خرج يشتكي عدم توصله بمستحقاته، لا لشيءإلا لأن علاقة اللاعبين والطاقم التقني، بل و كل فعاليات الفريق مبنية علىالشفافية، الوضوح و خاصة منطق التعامل مع المكتب المسير ».
واكد احمد تميم أن « الأجواء السائدة في النادي جد صحية على كافةالأصعدة، وتحس بأنهم يكونون أسرة واحدة، لكل فرد فيها مسؤولية وجبعليه الاضطلاع بها على أحسن وجه، ناهيك عن توفر الفريق على مدرب لايختلف اثنان بشأنه، وبشأن كفاءته الكبيرة، التي تتطور يوما بعد يوم، وتجعلالجميع يتنبأ له بمستقبل واعد، وخير دليل أن مند التحاقه بالعارضة التقنيةللأولمبيك تحسنت أحواله التقنية، وانعكست على نتائجه إيجابا ».
وأشار تميم أن « مسيرة الفريق في هذا الموسم تعكسها النتائج المسجلة، ممايؤكد النية الأكيدة للفريق في التنافس على البطاقة الوحيدة للصعود للقسمالوطني هواة، لاسيما وأن أغلب المعطيات تصب لصالحه بالمقارنة مع المحتلللصف الأول، منها أن عدد المقابلات داخل الميدان اكثر من تلك التي سينتقلخلالها إلى ميادين المنافسين، كما ان هلال طاراست تنتظره مواجهاتمباشرة مع الملاحقين، خاصة تلك التي ستجمعه مع الأولمبيك بأكادير، اذتعتبر فاصلة في تحديد الأقرب للصعود بنسبة كبيرة.
واختتم تميم حديثه بالقول « شخصيا أرى أن الفريق له حظوظ كبيرة في ربحالانتقال إلى القسم الأعلى على درب عودته إلى مكانه الطبيعي، أي القسمالاحترافي الثاني ».